ردود الفعل حول ملف فساد ممثل المرشد الإيراني.. مطالب بتجريده من مناصبه وتشكيك في تبريره

Tuesday, 03/19/2024

انتقدت وكالة أنباء "إيسنا" الإيرانية التبريرات التي قدمها ممثل المرشد الإيراني في طهران كاظم صديقي بشأن ملف فساده، وقالت إن "تبرير" صديقي زاد من غموض الملف وملابساته.

وكشفت وثائق، نشرها مصدر صحافي إيراني، عن فساد خطيب جمعة طهران كاظم صديقي، المقرب للمرشد خامنئي، حيث حصل وأبناؤه على آلاف الأمتار المربعة من الأراضي في شمال العاصمة الإيرانية من خلال إنشاء شركة عائلية.

وقد أسس كاظم صديقي، قبل 20 عامًا، حوزة علمية سماها "أزكل" على أرض مساحتها 20 ألف متر مربع بالقرب من مدينة "تجريش" في طهران، ومعظمها تابع لمنظمة الأوقاف وبلدية العاصمة.

وبعد انتشار هذا الملف وإثارته جدلا واسعا في وسائل التواصل الاجتماعي بعث خطيب جمعة طهران كاظم صديقي، رسالة إلى المدعي العام في إيران لتبرير القضية، وقال: "ما حدث كان دون علمي، وتوقيعي تم تزويره من شخص كنت أثق به".

وكتبت وكالة "إيسنا" تعليقا على رد خطيب جمعة طهران إن التبرير حول ملف الاستيلاء على الأراضي من قبل كاظم صديقي قد زاد من الغموض والإبهامات التي تحيط بهذا الملف.

وأكدت الوكالة أنه وفي حال لم يتم معالجة هذا الملف ورفع الشبهات حوله فإن الإبقاء على المناصب الكبيرة بيد صديقي يصبح أمرا غير مبرر.

وأوضحت الوكالة، المقربة من التيار الإصلاحي في إيران، إن كاظم صديقي ليس له إدراك للقضايا التي تمس سمعته بين الناس، وإن وقوع مثل هذه المخالفة والفساد من شخص يعتبر من "المقربين" يعتبر دليلا على التساهل والإهمال.

وتساءلت الوكالة الإيرانية عن السبب الذي يجعل المؤسسات الرقابية في إيران تغفل عن نقل ملكية هذه الأراضي الواسعة إلى شخص بشكل غير قانوني.

يُذكر أن كاظم صديقي كان يعمل في القضاء قبل أن يعينه خامنئي خطيبًا لجمعة طهران، وقبل خمس سنوات أصبح رئيسًا لمقر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إيران.

وكانت تقارير تحدثت عن تورط صديقي في الإعدامات السياسية التي نفذها النظام الإيراني في ثمانينيات القرن الماضي.

وقبل أيام نشر المرصد الإيراني لحقوق الإنسان صورا من الزخرفة في حوزة "أزكل" العلمية التابعة لصديقي، وخيام المدارس في محافظة بلوشستان، منتقدا هذا التناقض والازدواجية بين وضع التعليم، وحالة الحوزات العملية التابعة للمسؤولين والمقربين من صناعة القرار في إيران.

وأثار خبر فساد ممثل خامنئي في طهران ردود فعل واسعة بين النشطاء السياسيين في وسائل التواصل الاجتماعي.

الناشط السياسي علي قلهكي شكك في رواية صديقي وتبريره لحادثة الفساد، وكتب في تغريدة له على منصة "إكس"، قائلا: "ما فائدة الشخص الذي قام بتزوير الأوراق وكتابة الأراضي باسمكم؟ لماذا لم تتواصل مع المدعي العام قبل أن تظهر القضية في الإعلام؟ لماذا لم تقدم شكوى في ذلك؟".

فيما نشر الصحافي حسين باستان مقطع فيديو يظهر كلمة لصديقي أمام المرشد علي خامنئي، كإشارة للعلاقة الوطيدة بين الطرفين، وكتب: "المسافة بين البيت (قصر المرشد) وبين بيت المال أدق من الشعرة".

فيما قال الناشط السياسي والمساعد للرئيس الإيراني الأسبق، محمد علي أبطحي، إن قصص "روبن هود" الخيالية أيضا لا ترقى إلى قصة صديقي وتبريره حول الحادثة. يبدو أن بكاء صديقي الدائم سببه هذه المظلومية التي يتعرض لها.

وتظهر التحقيقات أن أبناء صديقي أيضا لهم نشاطات تجارية ومالية كبير بجانب والدهم.

ويعتبر نجلا كاظم صديقي، إلى جانب حسام الدين مهدوي أبهري، نجل عضو سابق في البرلمان وصديق كاظم صديقي، أعضاء في مجلس إدارة شركة "آريا معدن بيركاس" التي تنشط في مجال التعدين.

مزيد من الأخبار