بسبب غياب قوانين حماية المرأة.. تصاعد وتيرة العنف والاضطهاد ضد النساء في إيران

Saturday, 05/11/2024

أفادت وسائل إعلام رسمية، في إيران، بمقتل ما لا يقل عن 23 امرأة على يد أزواجهن أو أقاربهن، في الفترة ما بين 20 مارس (آذار) و4 مايو (أيار)، الماضيين، واعتبرت صحيفة "اعتماد"، في تقرير كتبته الباحثة، طاهرة طالقاني، أن غياب القوانين التي تحمي المرأة هو السبب وراء جرائم القتل هذه.

وأضاف التقرير، الذي نُشر بالصحيفة، اليوم السبت، 11 مايو (أيار)، أن هؤلاء النساء الـ 23 قُتلن على يد أزواجهن أو آبائهن أو إخوانهن أو أبنائهن أو خُطابهن السابقين.

وتعرض رجلان، على الأقل، للعنف، خلال هذه الفترة، حيث قُتل أحدهما على يد زوجته، وفقد الآخر بصر عينه اليسرى.

وتظهر هذه الإحصائيات أن النساء في إيران يتعرضن للعنف المنزلي أكثر من الرجال.

لماذا ترتفع جرائم قتل النساء في بعض المحافظات؟

وقالت طالقاني، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد"، ردًا على سؤال لماذا تكثر جرائم القتل العائلي أو جرائم الشرف في بعض المحافظات، مثل خوزستان ولورستان وكردستان وأذربيجان الشرقية والغربية: "في بعض مناطق بلادنا لم تواكب الثقافة ظروف اليوم، والابتعاد عن الحداثة وعدم مواكبة المجتمعات المتقدمة يتسبب في استمرار جرائم القتل العائلي أو جرائم الشرف".

وأضافت هذه الناشطة النسائية، أن ثقافة المجتمع لم تنم في بعض أجزاء البلاد بسبب القضايا التقليدية، بل تأخرت أيضًا ولم تواكب الظروف الحالية، خلال السنوات الماضية.

ولفتت إلى أن هناك أزمات تعانيها النساء والفتيات في المجتمع، حاليًا، بسبب انعدام الأمن في الشارع والمنزل، وأكدت: "العنف في المنزل يجعل المرأة تشعر بالعجز، لأنه لا القانون يساندها ولا الرجل يدرك حقوقها".

وقُتلت أربع نساء في طهران، وثلاث في مشهد، واثنتان في تبريز، واثنتان أخريان في أورميه، من بين النساء اللواتي قُتلن في أول 45 يومًا من هذا العام.

وقُتلت امرأة على يد أفراد عائلتها، خلال هذه الفترة، في كل من: بوشهر، وتالش، وجويبار، وسمنان، وعبادان، وألشتر، والأهواز، وبردسكن، وخمين، وفلاورجان، وسنندج، وسبزوار.

قوانين غير فعّالة أو عدم وجود قوانين لحماية المرأة

وأوضحت طالقاني، لصحيفة "اعتماد"، أن قتل النساء على يد رجال الأسرة يحدث بسبب عدم فاعلية القوانين، أو غياب القوانين التي تحمي المرأة.

وقالت هذه العالمة الإسلامية: "إن المجتمع الذي يعاني أزمات ومشاكل وقضايا مختلفة، يتجه دون وعي نحو التوتر والعنف، ويمتد هذا التوتر والعنف إلى العائلات".

وأشارت إلى أن الأزمة الاجتماعية والوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني غير المستقر للمرأة، من بين الأسباب الأخرى لحدوث جرائم القتل هذه.

واعتبرت طالقاني أن السبب الآخر لجرائم القتل هذه هو "عدم فعالية القوانين وضعف الإدارة لدى بعض المسؤولين"، وقالت: "قوانين البلاد ليست شاملة ولا تحمي المرأة، ولهذا السبب يتم اضطهادها".

وكان دافع الشرف، والخلافات العائلية، وعدم الرضا عن طريقة الطبخ، ونشوء مشاجرة، ورفض الزواج من رجل ما، وخلاف على زواج الرجل من جديد، وطلب المرأة الطلاق، وعدم سماح المرأة بممارسة الجنس، من الأسباب التي ذكرها هؤلاء الرجال لقتل نسائهن.

ولا تزال ظواهر، مثل زواج الأطفال وقتل النساء وجرائم الشرف والانتحار بسبب الزواج القسري، تحدث في بعض محافظات إيران بوتيرة عالية.

وذكرت صحيفة "اعتماد"، في تقرير، العام الماضي، نقلاً عن إحصاءات رسمية، أن ما لا يقل عن 10 نساء وفتيات قُتلن منذ بداية العام، وحتى منتصف يونيو 2023 (خلال شهرين ونصف الشهر)، وأغلبهن من ضحايا زواج الأطفال.

وتظهر مقارنة إحصاءات العام الماضي مع إحصاءات هذا العام زيادة كبيرة في عدد جرائم قتل النساء على يد أفراد الأسرة في البلاد.

مزيد من الأخبار