أفادت وسائل إعلام محلية بأن إيران ستبدأ في تطبيق انقطاع الكهرباء المجدول، اعتبارًا من يوم غد الأحد، بعد قرار أصدره الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قبل يومين بوقف استخدام المازوت في 3 محطات كهربائية، وهو القرار الذي وصفه مؤيدو الحكومة بـ"الشجاع".
وقد نشرت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، في 7 نوفمبر (تشرين الثاني)، على حسابها في منصة "إكس"، أن "الانقطاع المجدول للكهرباء" أفضل من "إنتاج السم والتلوث" للمواطنين لفترة محدودة.
وفي الوقت نفسه، أعلنت وكالات الأنباء الرسمية أنه بناءً على أمر من رئيس الجمهورية، سيتم إيقاف حرق المازوت في محطات الكهرباء في مدن: أراك وأصفهان وكرج.
وبحسب التقارير، فقد تم تكليف وزارة الطاقة بمعالجة نقص الطاقة عن طريق قطع الكهرباء وتحديد جدول انقطاع الكهرباء بشكل شفاف وإبلاغ المواطنين به مسبقًا.
وذكرت الوكالات الإخبارية الحكومية، اليوم السبت، أنه نظرًا لأهمية تأمين الكهرباء في البلاد ونقص الوقود في المحطات الكهربائية، وبناءً على قرار رئيس الجمهورية بوقف حرق المازوت، فمن المحتمل أن يتم نشر جدول انقطاع الكهرباء في جميع أنحاء البلاد، بدءًا من غد الأحد، 10 نوفمبر. وسيكون برنامج انقطاع الكهرباء بين الساعة 9 صباحًا و5 مساءً، مع توزيع الانقطاع بشكل منظم ومخطط.
ما القصة؟
وفقًا لإحصاءات شركة "النفط الوطنية"، فقد كانت مخزونات الديزل لمحطات الكهرباء تبلغ 1.81 مليار لتر، في بداية سبتمبر (أيلول) 2024، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 43 في المائة، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. كما كانت مخزونات المازوت لمحطات الكهرباء 1.408 مليار لتر بداية شهر سبتمبر الماضي أيضًا، مما يعكس انخفاضًا بنسبة 23 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من عام 2023.
وفي المجمل، وباحتساب المازوت والديزل، فإن مخزونات الوقود السائل لمحطات الكهرباء في البلاد، خلال سبتمبر 2024، قد انخفضت بنسبة 36 في المائة، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
والجدير بالذكر أنه يتم إنتاج 80 في المائة من الكهرباء في إيران بواسطة محطات الطاقة الحرارية، التي تعتمد في إنتاجها بشكل رئيس على الغاز، والذي يُستخدم لتوليد الطاقة دون تلويث الهواء، وفي حال عدم توفر الغاز أو الديزل، تتحول المحطات إلى استخدام المازوت.
ويحتوي المازوت على كميات كبيرة من الكبريت والمركبات السامة الأخرى، ويؤدي حرقه إلى إنتاج كميات ضخمة من الجسيمات المعلقة والغازات السامة. وهذه الملوثات تؤثر مباشرة على تلوث الهواء، وزيادتها في الهواء تنطوي على خطر الأمراض التنفسية والقلبية الوعائية.
يُذكر أن إيران شهدت أيضًا في شتاء 2022 انقطاعًا واسعًا للكهرباء في جميع أنحاء البلاد؛ بسبب فشل شبكة الإنتاج والنقل في تأمين الغاز لمحطات الكهرباء.
وفي 26 أغسطس (آب) الماضي، قال الخبير في مجال الطاقة، نرسي قربان، في تصريح لوكالة "إيسنا" الإيرانية، إنه "لحل مشكلة صناعة الغاز، يجب تعزيز المعاملات الدولية"، مشيرًا إلى أن "إيران بحاجة إلى 250 مليار دولار من الاستثمارات في صناعة النفط والغاز لإحيائها، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، ومن المحتمل أن نحتاج إلى أكثر من ذلك".
شكر الحكومة على انقطاع الكهرباء
وفي السياق، يسعى المسؤولون الحكوميون، ووسائل الإعلام التابعة للحكومة، ومؤيدو الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى التبرير والإشادة بتطبيق انقطاع الكهرباء المجدول، الذي يذكرنا بعهد الثمانينيات.
وقد أشاد مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاجتماعية، علي ربيعي، عبر حسابه في منصة "إكس" بالقرار، ووصفه بأنه "شجاع".
من جانبها، أشادت مساعدة الرئيس الإيراني ورئيسة منظمة حماية البيئة، شينا أنصاري، بقرار إيقاف حرق المازوت من قِبل بزشكيان، معربة عن أملها في أن تؤتي جهود الحكومة لحل أزمة الطاقة ثمارها في المستقبل.
أما محمد فاضلي، الذي كان من الشخصيات البارزة في حملة انتخابات بزشكيان، فقد ذهب أبعد من ذلك، وكتب في حسابه على "إكس": "إذا التزمت الحكومة بعدم حرق المازوت، والانقطاع المجدول للكهرباء، وشرح ذلك للمواطنين، فإنها ستقوم بثلاثة أعمال مهمة: أولها وضع الأولوية للصحة، وثانيها الاعتراف بوجود عجز في إنتاج الكهرباء، وثالثها تحمل الضغوط الاجتماعية لحل المشكلة بالطريقة الصحيحة، وهذه خطوة نحو الاعتراف بالمشكلة وحلها".
وفي مقاله الافتتاحي اليوم بصحيفة "إيران"، أشاد المدير العام لمؤسسة إيران الثقافية، علي متقيان، بتطبيق القرار ووجه خطابًا إلى منتقدي الحكومة قائلاً: "بدلاً من الظلم في الحكم، يجب على منتقدي الحكومة دعم هذا القرار الشجاع رغم احتمال حدوث بعض المشاكل على المدى القصير، وذلك لتعزيز إمكانية استمرار اتخاذ مثل هذه القرارات الشجاعة في المستقبل في مجالات مهمة، مثل الإصلاحات الاقتصادية".