أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن "هجوم كوماندوز" نفذته قبل أربعة أشهر على موقع تابع لإيران يقوم بإنتاج الصواريخ في عمق الأراضي السورية. وكانت هذه الهجمات قد نُسبت سابقًا لإسرائيل دون إعلان رسمي عنها.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي أكد اليوم الأربعاء 1 يناير (كانون الثاني)، أن قوات خاصة من الوحدة التكتيكية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي والمعروفة بـ"وحدة شيلداغ" نفذت عملية في سبتمبر (أيلول) الماضي ضد مركز الدراسات والبحوث العلمية السورية المعروف بـ"CERS" أو "SSRC" في منطقة مصياف.
كما استهدفت العملية مركزًا تحت الأرض كان يستخدمه الحرس الثوري الإيراني لإنتاج صواريخ دقيقة لصالح حزب الله، وتم تدمير المنشأة بالكامل.
وراقب الجيش الإسرائيلي هذه المنشأة لأكثر من 5 سنوات واستهدفها عدة مرات عبر غارات جوية، لكنه خلص إلى أن الهجمات الجوية وحدها غير كافية لتدمير البنية التحتية تحت الأرض التي أنشأتها إيران.
وتقع المنشأة على بعد حوالي 200 كيلومتر شمال إسرائيل، وعلى مسافة تقارب 45 كيلومترًا من الساحل الغربي لسوريا.
وأوضحت التقارير أن قوات الكوماندوز الإسرائيلية نزلت من طائرات مروحية وهاجمت المركز خلال العملية، حيث استولت على وثائق مهمة وزرعت متفجرات لتدمير المنشأة.
في الوقت نفسه، شنت الطائرات الإسرائيلية هجمات سريعة على أهداف متعددة في المنطقة المحيطة، مما أسفر عن مقتل 14 شخصًا وإصابة 43 آخرين، وفقًا للتقارير. وسميت هذه العملية داخل الجيش الإسرائيلي بـ"عملية الطبقة العميقة".
وكانت قناة "كان" الإسرائيلية قد نشرت سابقًا تقريرًا أشارت فيه إلى أن إسرائيل نفذت في سبتمبر (أيلول) الماضي عملية كوماندوز ضد منشأة تحت الأرض لإنتاج الصواريخ يديرها الحرس الثوري الإيراني بالقرب من مدينة مصياف.
كما استهدفت الهجمات مركز الدراسات والبحوث العلمية التابع للصناعات الدفاعية السورية.
وأفاد مصدر عسكري للقناة أن مركز الدراسات والبحوث العلمية السوري كان تحت مراقبة إسرائيل لأكثر من عقد.
وذكرت التقارير أن القرار بتنفيذ العملية تم بالتنسيق المسبق مع الولايات المتحدة بسبب المخاوف من بدء إنتاج واسع النطاق للصواريخ الإيرانية.
وأشار التقرير إلى أن العملية التي تمت على بعد 200 كيلومتر داخل سوريا كانت عاجلة لمنع المنشأة من الوصول إلى قدرتها الكاملة على الإنتاج.
وكانت تقارير قد أفادت سابقًا بأن منشأة صواريخ الحرس الثوري في مصياف تضم مركزًا لتجهيز الوقود الصلب وعدة منشآت لإنتاج الصواريخ الإيرانية مثل "فاتح 110"، "شهاب 1 و2"، "زلزال"، و"فجر".
وأظهرت صور الأقمار الصناعية أن إسرائيل استهدفت لأول مرة هذه المنشأة عبر غارة جوية في 6 سبتمبر (أيلول) 2017، وتكرر الاستهداف في أبريل (نيسان) 2019 وديسمبر (كانون الأول) 2020 ومايو (أيار) 2022.
وتُعتبر سوريا قبل سقوط حكومة الأسد وفراره إلى روسيا حليفًا استراتيجيًا لطهران ومسارًا رئيسيًا لربط إيران بحزب الله.
وقد أقرّ برلمانيان إيرانيان سابقان بأن الحكومة الإيرانية أنفقت ما لا يقل عن 30 مليار دولار للحفاظ على الأسد في السلطة.
واليوم الأربعاء 1 يناير (كانون الثاني)، جدد خامنئي وعوده للمرة الثالثة باستعادة سوريا من الحكام الجدد، مؤكدًا أن دماء من وصفهم بـ"المدافعين عن الحرم" في سوريا لم تذهب هدرًا.
ويرى المراقبون أن التطورات الأخيرة في سوريا وجهت ضربة لنفوذ إيران الإقليمي، وأن سقوط نظام الأسد سيغير ميزان القوى في الشرق الأوسط.