صحيفة إيطالية:المسؤولون في إيران يكذبون.. وتشيشيليا سالا محرومة من أبسط حقوقها

Thursday, 01/02/2025

وصفت صحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية، في تقرير لها، المكالمات التي أجرتها تشيشيليا سالا، الصحافية الإيطالية المحتجزة في سجن إيفين بطهران، بأنها "صادمة". وأشارت إلى أنها محرومة من أبسط الاحتياجات الأساسية، وتنام على الأرض، وتمت مصادرة نظارتها.

وأكدت الصحيفة أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين بشأن "التعامل المحترم" مع تشيشيليا سالا كاذبة، مؤكدة أن معاملتها لا تختلف عن معاملة بقية السجناء السياسيين، حيث "تُنتهك كرامتهم الإنسانية بشكل صارخ". وأضافت أن سالا "لا يمكن أن تبقى خلف أسوار سجن تُداس فيه حقوق الإنسان".

ووفقًا لما نشرته صحيفة "كوريري ديلا سيرا"، فقد تمكنت تشيشيليا سالا يوم الثلاثاء، 31 ديسمبر (كانون الأول) 2024، من الاتصال بأقاربها. وتُحتجز سالا منذ 21 ديسمبر 2024. وفي مكالمتها، قالت سالا: "تحركوا بسرعة".

وأكدت الصحيفة أن حزمة تحتوي على الاحتياجات الأساسية، أرسلتها السفارة الإيطالية في طهران لسالا، لم تُسلم لها، خلافًا لتصريحات مسؤولي الحكومة الإيرانية.

وأضافت الصحيفة أن سالا تنام في زنزانة بمساحة طولها فقط، دون سرير أو فراش، حيث تضطر للنوم فوق بطانية على الأرض وتستخدم بطانية أخرى للحماية من البرد القارس في سجن إيفين.

وأوضحت الصحيفة أن سالا، منذ 29 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وهو اليوم الذي التقت فيه بالسفيرة الإيطالية باولا أمادي، لم ترَ أي شخص، حتى الحراس. ويتم تسليمها الطعام، الذي يتكون أساسًا من التمر، عبر فتحة صغيرة في باب الزنزانة.

وأكدت صحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية في تقرير لها أن تشيشيليا سالا، الصحافية الإيطالية المحتجزة في سجن إيفين، لم تتسلم كعكة عيد الميلاد أو الشوكولاته أو السترة التي أرسلتها السفارة الإيطالية في طهران. كما أنها لا تملك حق الوصول إلى الكتب الأربعة التي كانت بحوزتها عند اعتقالها، ولا تمتلك حتى قناعًا يحمي عينيها من ضوء المصباح الذي يظل مضاءً طوال 24 ساعة يوميًا.

وأضاف التقرير أن سالا محرومة من جميع الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك نظارتها، التي صودرت منها. وأشارت الصحيفة إلى أن عائلتها كانت قد اطمأنت في البداية لتصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين وعدوا بمعاملتها باحترام، لكن اتضح الآن أن تلك التصريحات كانت "كاذبة".

وأكدت غريتا بريفيترا، مراسلة الصحيفة، أن معاملة سالا في سجن إيفين، المعروف بكونه رمزًا للقمع في إيران، لا تختلف عن معاملة السجناء السياسيين الآخرين، حيث تُداس الكرامة الإنسانية بشكل كامل. وأضافت أن سالا سُمح لها يوم 1 يناير (كانون الثاني) 2025 بالاتصال بوالديها وشريك حياتها وزميلها دانييلي راينيري. لكن هذه المكالمة، وفقًا لعائلتها، كانت صادمة للغاية لأنهم اعتقدوا أنها في ظروف أفضل.

وأوضحت الصحيفة أن المكالمة الأخيرة دفعت إيطاليا إلى المطالبة بالإفراج الفوري عن سالا، مع ضمان تحسين ظروف احتجازها. وأضافت الصحيفة أن وعود المسؤولين الإيرانيين "ليست سوى أكاذيب"، حيث أكدت السلطات أن سالا تقيم في زنزانة انفرادية لتوفير الأمن والراحة لها، وأنها استلمت الحزمة التي أرسلتها السفارة الإيطالية، وهو ما ثبت عكسه تمامًا.

وقارنت الصحيفة بين ظروف اعتقال تشيشيليا سالا وظروف محمد عابديني نجف آبادي، المهندس الإيراني وخبير الطائرات المسيّرة، المعتقل في إيطاليا منذ 16 ديسمبر (كانون الأول) 2024 بناءً على طلب الولايات المتحدة. وأوضحت أن عابديني يتمتع بسرير، وبطانيات، وكتب، والحق في التواصل مع الآخرين، فضلاً عن تأكده من مواجهة محاكمة عادلة وفقًا للقوانين الدولية. وفي المقابل، تعتبر سالا رهينة في يد نظام غير ديمقراطي يمارس القمع ضدها رغم دخولها البلاد بتأشيرة صحافية قانونية.

وأضافت الصحيفة أن تجربة سالا مشابهة لتجارب نساء إيرانيات سبق أن احتُجزن في سجن إيفين. ونقلت عن إلهه إجباري، طالبة إيرانية كانت في زنزانة انفرادية لمدة ثلاثة أشهر وهربت إلى ألمانيا مؤخرًا، قولها: "لم يكن لديّ سرير أو وسادة، فقط بطانيتان. كنت أموت من البرد، ولم يكن هناك نافذة أو كتب أو أقلام. إذا أردت الذهاب إلى الحمام، كان عليّ أن أطرق الباب طويلًا، لكن الحراس لم يأتوا أبدًا. أحيانًا كنت أنتظر ساعات".

وقالت إلهه: "تحدثوا معي عن تشيشيليا سالا، وأخبروني أنهم يعاملونها مثلي، وأن المسؤولين يكذبون. لم أفاجأ، لأنني أعلم أنهم لا يقولون الحقيقة".

وأكدت الصحيفة في ختام تقريرها أن إيران تستخدم الضغط لتحقيق مكاسب سياسية، مشيرة إلى أن قضية سالا مرتبطة بمطالبة طهران بالإفراج عن عابديني.

مزيد من الأخبار