محكمة أميركية تستمع لتفاصيل أدلة محاولة اغتيال الصحافية الإيرانية مسيح نجاد
كشفت شهادة عميل فيدرالي من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، في محكمة مانهاتن الفيدرالية عن صلات إيران بالمافيا التي يُزعم أنها استأجرتها لقتل الصحافية والناشطة الإيرانية الأميركية المعارضة، مسيح علي نجاد.
وقد وقف العميل الخاص المشرف جاستن توراك، المسؤول عن فريق التحقيق بمكتب التحقيقات الفيدرالي، على المنصة، أمس الاثنين 17 مارس (آذار)، حيث شرح تفاصيل التحقيق في الاتصالات الرقمية للمتهمين.
وأوضح توراك أنه قام بتحليل البيانات الوصفية وعناوين IP المرتبطة بالخدمات السحابية، وحسابات "واتساب"، و"آبل آي دي"، وحسابات "غوغل" الخاصة بالمتهمين: "رفعت أميروف، وبولاد عمروف، وروح الله بزغندي، وهو جنرال في الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى أعضاء شبكته في إيران، وهم: حاج طاهر، وحسين صديقي، وسيد محمد فروزان.
أوامر من إيران باغتيال نجاد
وفقًا للادعاء الفيدرالي، فإن بزغندي هو الذي خطط لمحاولة اغتيال الصحفية في بروكلين عام 2022، حيث كان يشغل سابقًا منصب رئيس قسم الاستخبارات المضادة في الحرس الثوري الإيراني.
وأدلى خالد مهدييف، الذي أقرّ بذنبه في محاولة قتل علي نجاد، بشهادته في المحكمة، قائلًا إنه تلقى أوامر مباشرة من أميروف وعمروف، اللذين كانا يعملان وفق توجيهات شبكة يقودها بزغندي.
واعترف مهدييف أمام المحكمة بأنه كان يراقب منزل علي نجاد في بروكلين عام 2022 بهدف وحيد؛ "إطلاق النار على الصحافية وقتلها".
الأدلة الرقمية
تشير أدلة مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أن إيران دفعت 500 ألف دولار لأميروف وعمروف لتنفيذ عملية الاغتيال، انتقامًا من نشاط علي نجاد في مجال حقوق الإنسان.
لكن تم إحباط المخطط في 28 يوليو (تموز) 2022، عندما أوقفت الشرطة مهدييف في يونكرز، نيويورك، أثناء قيادته سيارته متجاوزًا إشارة توقف بالقرب من منزل علي نجاد.
وتكشف بيانات البحث عبر الإنترنت، والرسائل النصية، والمكالمات، والصور المخزنة على حسابات المتهمين السحابية، عن شبكة العلاقات بين المافيا وإيران.
وقدّم مكتب التحقيقات الفيدرالي أدلة تتضمن رسائل "واتساب" بين عمروف وأميروف، حيث ناقشا عملية الاغتيال مع مهديف وبزغندي وشبكة الحرس الثوري الإيراني.
وفي يوليو (تموز) 2022، أرسل عمروف رسالة نصية إلى أميروف قائلًا: "لقد أغلقنا الطريق من الجانبين، سيكون استعراضًا لحظة خروجها من المنزل"، وفقًا للبيانات التي قدمها مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وأظهرت بيانات الإنترنت أن عنوان IP الخاص بأميروف كان في محافظة أذربيجان الغربية بإيران آنذاك، حيث رد على عمروف قائلًا: "إن شاء الله ستكون هناك أخبار جيدة".
وفي يوليو (تموز) 2022، قبل يوم من إحباط العملية، أرسل عمروف رسالة إلى أميروف يقول فيها إن اغتيال علي نجاد سيكون "هدية عيد ميلاده"، حيث يوافق يوم ميلاده 30 يوليو، وفقًا لجواز سفره.
وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن عمروف كتب في رسالته النصية: "قلت له أن يجعلها هدية عيد ميلادي".
وبعد اعتقال مهدييف في يوليو 2022، أظهرت عمليات البحث عبر الإنترنت التي أجراها أعضاء شبكة الحرس الثوري الإيراني أنهم بحثوا عن "رفعت اللص"، وفقًا لشهادة توراك.
وأشار المدعون الفيدراليون إلى أن هذا البحث جرى قبل أي إعلان علني عن تورط أميروف في المخطط، وهو تفصيل اعتبروه دليلًا مهمًا على تورط الشبكة الإيرانية.
كما أظهرت أدلة مكتب التحقيقات الفيدرالي عمليات بحث أخرى على خرائط غوغل عن منزل علي نجاد، والصيدلية التي تتعامل معها، وصورًا وأبحاثًا عن زوجها، كامبيز فروهر.
اتصالات مشبوهة بين أعضاء الشبكة
في سبتمبر (أيلول) 2022، أرسل عضو في فريق بزغندي، يُدعى صديقي، رسالة إلى زميله حاج طاهر، موجهة إلى عضو آخر في الشبكة يُدعى فروزان، جاء فيها: "هذه الرسالة موجهة إليك، إلى رئيسك، وإلى المافيا".
كما عثر مكتب التحقيقات الفيدرالي على عمليات بحث عبر يوتيوب أجراها أعضاء الشبكة، مثل: "من يريد اختطاف مسيح علي نجاد".
وأشار توراك إلى أن فروزان، بين 14 سبتمبر (أيلول) و27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، أجرى 362 رسالة نصية و226 مكالمة هاتفية مع أميروف.
مؤامرات سابقة لإيران ضد علي نجاد
ووفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، استمرت شبكة بزغندي في جمع معلومات عن علي نجاد حتى مايو (أيار) 2023.
كما أحبط المكتب محاولتين سابقتين لاستهداف الصحافية في 2020 و2021، حيث حاولت عناصر تابعة للنظام الإيراني اختطافها ونقلها إلى إيران.