طهران بين عامي "الفتنة" و"الحسم".. ومصير رسالة ترامب.. وتزايد الشرخ الطبقي
تعددت موضوعات الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 18 مارس (آذار) بين ما هو داخلي يتناول الأزمة الاقتصادية والسياسية، وما هو خارجي يتعلق بالمأزق الذي باتت إيران تعيشه مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وبدء سياسة الضغوط القصوى من جديد وما تخلفه من آثار وعزلة دولية على طهران.
صحف عدة وصفت العام الإيراني القادم، الذي سيبدأ بعد غد الخميس 20 مارس (آذار)، بأنه عام "صعب" و"حساس" للغاية، وينتظر "حسم" ملفات كثيرة واتضاح مصيرها.
صحف أخرى مثل "هم ميهن" وصفت العام الإيراني المنتهي بأنه "عام الفتنة"، لكثرة الأزمات والمشكلات التي واجهت إيران، بدءا بمقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث سقوط المروحية المريب، ومرورا باغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والتصعيد غير المسبوق بين طهران وتل أبيب، وانتهاء بتصعيد المتطرفين لهجماتهم ضد حكومة بزشكيان ونجاحهم في عزل مستشار الرئيس للشؤون الاستراتيجية ووزير الاقتصاد.
في المقابل عارضت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، رأي الصحف الإصلاحية في تقييم العام المنتهي، حيث ذهبت الصحيفة المتشددة إلى أنه "عام نجاح وإنجازات على الصعيد الاقتصادي"، وكتبت في المانشيت: "مؤشرات الاقتصاد الناجحة في العام المنتهي".
في شأن آخر، رحبت بعض الصحف بالأخبار المتداولة حول احتمالية إنهاء فترة الإقامة الجبرية على قادة الحركة الخضراء بعد 14 سنة من العيش تحت مراقبة الأجهزة الأمنية وتقييد حركتهم.
في شأن منفصل، أعلنت الصحف الأصولية والمقربة من أعمدة الحكم ابتهاجها بما سمته "الرد المقتدر" للحوثيين على الهجمات الأميركية، التي استهدفت مواقع عدة للجماعة الموالية لإيران في اليمن، دون أن تحدد حجم الخسائر التي لحقت بالأهداف الأميركية جراء هذه الهجمات الحوثية.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"جمهوري إسلامي": الأثرياء يزدادون ثراء والفقراء يزدادون فقرا في إيران
تطرقت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى أزمة الفقر في إيران، وتداعيات ذلك على العلاقة بين الشعب والنظام، حيث تساهم بشكل كبير في الشرخ الحاصل بين السلطة والمواطنين المعارضين لسياسات النظام، خصوصا الاقتصادية منها أو تلك المتعلقة بعلاقات إيران الخارجية.
الصحيفة كتبت في هذا السياق: "الفقراء يتضاعفون يوما بعد يوم. والمسؤولون لا يبدون أي اهتمام بمنع تآكل شعبية النظام الذي يزداد يوميا بسبب كثرة الأزمات ومشكلات الفقر".
وأضافت: "الشعب في مأزق اقتصادي ولا يتم الاستماع لمطالبه. الشرخ الطبقي يزداد يوما بعد يوم. هناك أطراف ومسؤولون يتقاضون رواتب فلكية. المحسوبية منتشرة على نطاق واسع. النتيجة أن الأثرياء يزدادون ثراء والفقراء يزدادون فقرا".
"اعتماد": رفع الإقامة الجبرية عن كروبي خطوة متأخرة وناقصة.. لكنها ضرورية
نشرت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية تعليقا للكاتب والمحلل السياسي حسين نوري نجاد حول خبر رفع الاقامة الجبرية عن حسين كروبي، أحد قادة الحركة الخضراء، وكتب: "رفع الإقامة الجبرية خطوة متأخرة وناقصة بسبب عدم تضمنها للإفراج عن مير حسين موسوي وزوجته زهراء رهنورد، لكن مع ذلك فإن الخطوة كانت ضرورية وخبر جيد ننهي به العام الحالي".
وأكد الكاتب أن الإقامة الجبرية لم تكن قرارا صائبا، ولم يدعمه سوى قلة قليلة من المستفيدين من حالة الاستقطاب والصدام السياسي في المشهد الإيراني.
وذكر الكاتب أن النظام لا يزال متحاملا على مير حسين موسوي، نظرا لمواقفه الداعية إلى تغيير الدستور الإيراني، وتجاوز النظام، لكن بالنسبة لكروبي فإن النظام أكثر رضى عنه، خصوصا وأنه يقبل العمل ضمن أطر النظام الحالي، ومشاركته في انتخابات رئاسية سابقة".
"آرمان ملي": رفض المفاوضات "موقف غير عقلاني" والفرص أمام إيران "محدودة"
أجرت صحيفة " آرمان ملي" مقابلة مع المحلل السياسي مرتضى مكي حول الهجمات الأميركية على مواقع الحوثيين في اليمن، وتزامن ذلك مع إرسال ترامب رسالة إلى إيران يخيرها بين الحرب أو التوصل لاتفاق مع إدارته، حيث رأى أن الهجمات على الحوثيين فيها رسالة صارمة وصريحة لإيران، ولا ينبغي التساهل في تناولها والتدقيق فيها.
ولفت الكاتب أن الوضع الدولي والعقوبات المفروضة على إيران منذ سنوات وضعت النظام السياسي أمام تحديات وصعوبات جمة، وخلقت نوعا من الانغلاق والانسداد الاقتصادي.
ودعا الكاتب المسؤولين وصناع القرار في إيران إلى أن يعدوا ردا مناسبا لرسالة ترامب، مشددا على ضرورة أن لا ينظر المسؤولون الإيرانيون إلى المفاوضات مع إدارة ترامب بأنه "علامة ضعف واستسلام".
ولمح الكاتب إلى أن قرار خامنئي رفض المفاوضات كان "موقفا انفعاليا وغير عقلاني"، ولا ينبغي للدبلوماسية الإيرانية أن توقف جهودها بعد هذه المواقف، مؤكدا أن الفرص أمام إيران "ضئيلة ومحدودة للغاية".