رغم معارضة النظام والهجمات الأمنية.. احتفالات شعبية واسعة بالسنة الإيرانية الجديدة
تُظهر مقاطع الفيديو التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال" أنه تم إحياء مراسم "جهار شنبه سوري" (آخر أربعاء في السنة الشمسية الإيرانية) هذا العام بحضور لافت للمواطنين في مختلف أنحاء إيران، رغم معارضة النظام والهجمات الأمنية على هذه الاحتفالات الشعبية.
وفي الأيام الماضية، نُشر العديد من مقاطع الفيديو من مناطق مختلفة في إيران على وسائل التواصل الاجتماعي، تُظهر ترحيبًا وفرحًا جماعيًا من الإيرانيين بقدوم عيد النوروز.
وفي هذا السياق، تم نشر أخبار عن هجمات قوات الأمن الإيرانية على هذه الاحتفالات. وتعرض أشخاص كانوا يحتفلون ويستمتعون للضرب والإصابة، وتم إطلاق الغاز المسيل للدموع تجاههم.
ووفقًا لمقاطع الفيديو التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال"، فقد هاجمت قوات الشرطة سكان حي نظام آباد في طهران بسبب إحيائهم احتفالات "جهار شنبه سوري"، وأطلقت الغاز المسيل للدموع تجاههم.
معاداة النوروز
ووفقًا لهذه المقاطع، فقد هاجمت القوات الأمنية أيضًا هذه الاحتفالات في مدن كرج، ورشت، وبندر أنزلي، وبابل، وسبزوار، وزنجان، وزبرخان في محافظة خراسان رضوي، ومدينة بهارستان في جنوب غربي محافظة طهران، في محاولة لتفرقة الحشود وإنهاء الاحتفالات.
وفي الأيام الماضية، حذرت النيابات والمسؤولون القضائيون والأمنيون في مختلف مدن إيران المواطنين من إقامة مراسم "جهار شنبه سوري"، وهددوا باتخاذ إجراءات ضد "من يخرقون الأعراف ويعكرون صفو النظام العام".
وأدت النظرة التهديدية للنظام الإيراني تجاه الطقوس القديمة إلى تحول احتفالات "جهار شنبه سوري" في السنوات الأخيرة إلى ساحة للتعبير عن معارضة الشعب الإيراني للنظام.
ففي العام الماضي، تم إحياء مراسم "جهار شنبه سوري" في جميع أنحاء إيران بهتافات ضد النظام وتأييدًا للانتفاضة الشعبية "المرأة، الحياة، الحرية".
وفيات بسبب عدم توفر الظروف الآمنة
في الوقت نفسه، أعلن محمد إسماعيل توکلي، رئيس منظمة الإسعاف الوطنية، دون الإشارة إلى الأسباب أو الإصابات المحتملة الناجمة عن هجمات القوات الإيرانية على المواطنين خلال الاحتفالات، أن 15 شخصًا لقوا حتفهم و2466 شخصًا أصيبوا في الحوادث المتعلقة بـ"جهار شنبه سوري" في مختلف أنحاء إيران.
وقال رئيس منظمة الإسعاف إن هذه الإحصاءات للقتلى والجرحى تتعلق بالحوادث التي وقعت منذ صباح الثلاثاء 18 مارس (آذار).
وأضاف أنه في الحوادث المرتبطة بـ"جهار شنبه سوري" هذا العام، تعرضت ست سيارات إسعاف لأضرار.
ومنذ بدايته، لم يكن النظام الإيراني متوافقاً مع المناسبات القديمة والثقافية للإيرانيين، بما في ذلك عيد النوروز، وسیزده بدر، وليلة يلدا، وجهار شنبه سوري، لكنه فشل في إزالتها من تقاليد الشعب.
ولا تقتصر جهود النظام الإيراني فقط على عدم توفير بيئة آمنة لإقامة الألعاب النارية واحتفالات "جهار شنبه سوري"، خاصة للشباب والعائلات، بل إنه يحاول أيضًا بطرق مختلفة منع إقامتها.
وفي هذا الصدد، قال جلال ملكي، المتحدث باسم منظمة الإطفاء في طهران، يوم الاثنين 17 مارس (آذار) في حديثه مع وكالة "إيلنا"، إن الجهود المبذولة لجعل الناس ينسون احتفالات "جهار شنبه سوري" جعلت المدينة غير آمنة للناس.
وأكد على ضرورة العمل على جعل هذا الاحتفال أكثر أمانًا، قائلًا إنه يجب على الأجهزة الحكومية والجهات المعنية إدارة ذلك وتحديد أماكن لـ"فرح الناس".