الرئيس الإيراني الأسبق: بايدن كان فرصة ذهبية لنا.. وحالنا اليوم أصعب من أي وقت

كشف الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني، في مقابلة صحافية، أنه خلال رئاسة جو بايدن، أكمل وزير الخارجية الحالي عباس عراقجي إطار اتفاق إحياء الاتفاق النووي مع روبرت مالي، معربًا عن أسفه لضياع هذه الفرصة على طهران.

وفي حديثه لصحيفة "إيران"، الناطقة باسم الحكومة، استعرض روحاني، الذي تولى الرئاسة بين عامي 2013 و2021، تفاصيل غير معلنة عن مفاوضات جرت بين إيران والولايات المتحدة وأوروبا.

واعتبر روحاني في جزء من المقابلة انتخاب بايدن "فرصة ذهبية" لإيران، مشيرًا إلى أن طهران كان بإمكانها استغلالها لإحياء الاتفاق النووي في عام 2021 .

وأوضح أن عباس عراقجي، الذي كان آنذاك مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية تحت قيادة محمد جواد ظريف، أعد إطار اتفاق إحياء الاتفاق النووي مع روبرت مالي، الذي شغل منصب المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران من يناير (كانون الثاني) 2021 حتى يناير 2023.

وخلال فترة عمل مالي، أوقفت إدارة بايدن فعليًا تنفيذ العقوبات النفطية الأميركية ضد إيران. ففي عام 2019 والنصف الأول من 2020، بالكاد وصلت صادرات النفط الإيرانية إلى 250 ألف برميل يوميًا، لكنها ارتفعت الآن إلى 1.5 مليون برميل يوميًا.

وخلال رئاسة إبراهيم رئيسي واصل مالي، بعد صيف 2021، جهوده للتفاوض مع النظام الإيراني بشأن قضايا مثل إطلاق سراح الرهائن الأميركيين.

وفي صيف 2023، ووفقًا لمعلومات حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" لأول مرة، خضع مالي للتفتيش، وتمت إحالة مهامه إلى أبراهام بيلي. وفي فبراير (شباط) من العام نفسه، أفاد موقع "سمافور" بأن ريان هولدن، المفتش العام بوزارة الخارجية الأميركية، أبلغ الكونغرس في رسالة أنه بدأ تحقيقا داخليا حول ملابسات تعليق روبرت مالي من منصبه كمبعوث أميركي خاص لإيران، إضافة إلى الإجراءات التي أعقبت ذلك.

وفي حديثه لصحيفة "إيران" تحت عنوان "ما لم يُكشف عن وساطة ماكرون في نيويورك"، أوضح حسن روحاني أن الاتفاق الذي كان عباس عراقجي وروبرت مالي يسعيان إليه لم يكن يقتصر على عودة بايدن إلى الاتفاق النووي، بل كان يشمل أيضًا إلغاء جميع إجراءات ترامب خلال تلك الفترة، بما في ذلك العقوبات المفروضة على مكتب المرشد خامنئي وإزالة الحرس الثوري من قائمة الإرهاب.

روحاني، الذي شغل منصب الرئاسة خلال فترات حكم باراك أوباما، ودونالد ترامب، وجو بايدن، أرجع عدم التوصل إلى اتفاق مع إدارة بايدن إلى الحسابات السياسية الداخلية، قائلًا: "للأسف، بسبب القضايا السياسية ومن سيكون الرئيس التالي، ولمنع نجاح حكومة روحاني، ضاعت تلك الفرصة الذهبية، وها نحن اليوم في وضع أصعب من أي وقت مضى".

الرئيس السابق، الذي شهد توقيع الاتفاق النووي خلال ولايته، تطرق إلى التعامل مع ترامب قائلًا: "التعامل مع ترامب معقد وصعب للغاية. آمل أن يضع الله طريقًا أمام مسؤولينا".

وبشأن احتمال قيام روسيا بوساطة بين إيران وأميركا، قال روحاني: "ناقشنا هذا الأمر مع بوتين عدة مرات. في مرحلة ما، منحناه فرصة، لكنها لم تنجح".

كما حذر من خطورة عدم التفاوض، مشيرًا إلى أن "الأوضاع قد تزداد تأزمًا". وخلال لقائه بأعضاء حكومته في 13 مارس، وصف روحاني الوضع الحالي بأنه "دقيق"، مؤكدًا أن علي خامنئي لا يعارض التفاوض من حيث المبدأ، لكنه قد يرفضه بناءً على الظروف الراهنة، بينما قد يوافق عليه في غضون بضعة أشهر إذا تغيرت المعطيات.

وقد جاء تصريح روحاني بعد وقت قصير من تأكيد علي خامنئي، في اجتماع مع مسؤولي النظام– بحضور روحاني– وفي لقاء عام آخر، أن إيران "لن تتفاوض مع الولايات المتحدة"، وذلك عقب نشر رسالة دونالد ترامب إلى طهران.

بوتين أُعجب بذكائنا

وفي جزء آخر من حديثه، أشار روحاني إلى انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في مايو (أيار) 2018، موضحًا أن ترامب كان ينتظر ردًا مماثلًا من إيران، إذ كان المسؤولون الإيرانيون قد صرحوا بأنه "إذا انسحبت أميركا من الاتفاق، فستنسحب إيران أيضًا"، لكنه لم يحصل على النتيجة التي كان يأملها.

حديث روحاني يشير إلى تصريح خامنئي في 14 يونيو (حزيران) 2016، حيث قال: "لن ننقض الاتفاق النووي، ولكن إذا خرقه الطرف الآخر، كما يهدد المرشحون الأميركيون بتمزيقه، فسنحرقه".

وأكد روحاني أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثنى عليه لعدم الانسحاب من الاتفاق رغم التصريحات السابقة، قائلاً له: "أُصبت بالدهشة من ذكائك".

أوروبا أرادت لكنها كانت عاجزة

كما تطرق روحاني إلى محاولات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمنع إيران من مغادرة الاتفاق النووي، مشيرًا إلى أن "ماكرون تحدث معي وقال إن أوروبا ستصمد. ثم أجرى ظريف مفاوضات معهم، وقدموا 11 التزامًا لإيران، ولو تم تنفيذها لما واجهنا أي مشكلة، ولكان الاتفاق النووي قد استمر".