أزمة جفاف تهدد إيران.. وانخفاض حاد في المياه الجوفية
تناولت بعض وسائل الإعلام في إيران، بمناسبة اليوم العالمي للمياه، الانخفاض الحاد في موارد المياه الجوفية ومخزون السدود، بالإضافة إلى الإجهاد المائي والجفاف؛ حيث أكد وزير الطاقة، عباس علي آبادي، وجود أزمة مائية في أصفهان وطهران وخراسان رضوي ويزد.
وقال عباس علي آبادي، اليوم السبت 22 مارس (آذار)، إن خمس سنوات متتالية من الجفاف أدت إلى انخفاض المخزون المائي في البلاد.
وأكد أهمية تنفيذ برامج إدارة الاستهلاك وإعادة تدوير المياه، مشيرًا إلى أن هذه البرامج موجودة على أجندة وزارة الطاقة.
ومنذ نحو ثلاثة عقود، حددت الأمم المتحدة يوم 22 مارس يوما عالميا للمياه، لزيادة الوعي حول الإدارة المستدامة للموارد المائية ومكافحة الأزمات المرتبطة بها.
وبالتزامن مع انخفاض حجم تراكم الثلوج في الأنهار الجليدية بإيران، يحتفل العالم باليوم العالمي للمياه هذا العام تحت شعار "الحفاظ على الأنهار الجليدية".
وبهذه المناسبة، قال مساعد وزير الطاقة الإيراني، محمد جوان بخت، إن 93 نهرًا دائمًا في إيران تُغذى من الأنهار الجليدية، ولكن حجم وسطح الأنهار الجليدية في المناطق الجبلية مثل البرز وزاجروس (علم كوه، دماوند، سبلان، زرد كوه بختياري، وتخت سليمان) قد انخفض.
واستنادًا إلى الإحصائيات، أشار هذا المسؤول الإيراني إلى أن حجم تراكم الثلوج في الأنهار الجليدية بإيران انخفض بنحو 30 في المائة خلال العقد الماضي، كما انخفض إنتاج الثلوج في البلاد بنسبة 20 في المائة خلال الفترة من 2012 إلى 2021.
وبالنسبة لإيران، التي تقع في الحزام الجاف وشبه الجاف في العالم، فإن قضية المياه وإدارتها تعتبر حيوية ومهمة للغاية، حتى من دون تأثيرات التغيرات المناخية.
ونقلت وكالة "إيسنا" الإيرانية، اليوم السبت، عن المدير العام لمكتب المخاطر في منظمة الجيولوجيا والاستكشافات المعدنية، رضا شهبازي، أن إيران دخلت منذ عام 1998 في فترة جفاف مستمرة، وأن جميع الموازين المائية في تراجع.
وقال الأستاذ في جامعة شيراز الإيرانية، عزت الله رئيسي أردكاني، لوكالة "إيسنا" إن عدد آبار استخراج المياه ازداد منذ عام 1966، مما أدى إلى جفاف الآبار والقنوات ومياه الأنهار. وأضاف أن إيران تواجه سنوات من الجفاف الحاد.
ووفقًا للدراسات، فإن 11 محافظة (أصفهان، وخراسان رضوي، وخراسان جنوبي، وخوزستان، وبلوشستان، وفارس، وكرمان، ومازندران، وهرمزكان، وهمدان، ويزد) تواجه أعلى مستويات الإجهاد المائي في إيران.
وتظهر الإحصائيات الرسمية أن نحو 80 في المائة من موارد المياه الجوفية في البلاد قد استُهلكت، وأن مخزون السدود في وضع حرج.
وكان بعض الخبراء قد حذروا سابقًا من أن المخزون المائي الجوفي الذي تراكم على مدى ألف عام في إيران قد استُهلك خلال العقود الثلاثة الماضية.
وقد أشارت وكالة "إيسنا"، في تقرير آخر نشرته يوم السبت 22 مارس، إلى وضع نهر زاينده رود؛ حيث انخفضت التدفقات إلى سد النهر بنسبة 19 في المائة عن العام الماضي، و53 في المائة عن المتوسط طويل الأمد، مما أدى إلى انخفاض حاد في حجم المخزون المائي.
كما سبق أن نُشرت تقارير عن احتمال تقنين المياه، خاصة في محافظتي طهران وأصفهان.
ووصف المدير العام لشركة مياه منطقة سمنان، حميد إحساني، اليوم السبت، أزمة المياه في المحافظة بأنها خطيرة، مشيرًا إلى أن نصف سعات سدود المحافظة فارغة.
وفي الأسابيع الأخيرة، تصاعدت التحذيرات حول نقص المياه، وإفراغ سعات السدود، وأزمة الجفاف.
وحذر المتحدث باسم صناعة المياه، عيسى بزرك زاده، يوم 18 مارس الجاري، من الانخفاض الحاد في حجم مخزون المياه والوضع الحرج لسدود إيران الرئيسة، مشيرًا إلى أن السعة المفيدة لسد كرج انخفضت إلى نحو النصف، وأن جزءًا كبيرًا منها عبارة عن رواسب وحجم ميت.
وقال إن سد "لار" أصبح شبه جاف، بينما تواجه سدود لتيان وطالقان وماملو انخفاضًا في هطول الأمطار بنسبة 46 في المائة عن المعدل الطبيعي و25 في المائة عن العام الماضي.
وقالت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم حكومة بزشكيان، يوم 17 مارس، إن هطول الأمطار في العام الماضي انخفض بنسبة تصل إلى 75 في المائة في بعض المحافظات مقارنة بالسنوات السابقة.