رئيس الاستخبارات البريطانية السابق: طهران تهدد المعارضين الإيرانيين واليهود في بريطانيا
حذر الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني، ريجارد ديرلاو، من أن عملاء النظام الإيراني يشكلون تهديدًا لليهود في بريطانيا وكذلك للمعارضين الإيرانيين المقيمين هناك، منتقدًا عدم إدراج بريطانيا للحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية.
وفي حديثه مع صحيفة "جويش كرونيكل" البريطانية، الذي نُشر أمس الجمعة، أشار ديرلاو إلى دعم إيران لرجال دين شيعة متشددين في بريطانيا، قائلًا: "من المحتمل أن توفر بعض هذه الجماعات الشيعية ملاذًا للمتطرفين والإرهابيين".
وأضاف ديرلاو، الذي شغل منصب رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (MI6) لفترة خمس سنوات حتى عام 2004: "أجهزة الأمن على دراية تامة بهذه المشكلة".
وأشار إلى أن الحرس الثوري ربما يراقب أنشطة المعارضين الإيرانيين وأفراد الجالية الإيرانية في بريطانيا، قائلًا: "نفوذهم [عناصر النظام الإيراني] كبير، والحرس الثوري يجيد هذا النوع من العمليات".
كما حذر ديرلاو من التهديد الذي يمثله الحرس الثوري للمجتمع اليهودي في بريطانيا، موضحًا: "هناك تهديد حقيقي، سواء كان ذلك عبر تحريض المتطرفين على استهداف الجالية اليهودية، أو من خلال تنظيم مظاهرات تهدف إلى تخويفهم وتحفيز العناصر المتطرفة".
وأضاف: "الحرس الثوري يتمتع بنفوذ قوي، خاصة في المناطق التي توجد بها مجتمعات مسلمة شيعية. هذه المجتمعات، بدرجة أو بأخرى، متعاطفة مع النظام الإيراني، وبعضها يتبنى مواقف داعمة له. وهناك مسجد أو مسجدان، بما في ذلك في لندن، تم تحديدهما على أنهما مراكز لنشاط من هذا النوع".
وليست هذه هي المرة الأولى التي يحذر فيها مسؤولون سابقون في جهاز الاستخبارات البريطانية من تهديدات النظام الإيراني أو الجماعات التابعة له في بريطانيا.
ففي أكتوبر الماضي، دعا رئيس آخر سابق لجهاز "MI6" أجهزة الأمن البريطانية إلى أن تكون في "حالة تأهب" بعد مقتل عدد من قادة حزب الله وحماس.
كما أشار جون ساورز، الذي سبق أن ترأس الجهاز نفسه، في مقابلة صحافية، إلى أن حزب الله وحماس، المدعومين من طهران، قد يسعيان إلى تنفيذ هجمات إرهابية في بريطانيا.
يشار إلى أن ساورز تولى رئاسة جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (MI6) بين عامي 2009 و2014، كما شغل منصب سفير بريطانيا في القاهرة.
وفي مارس (آذار) الماضي، أعلن دن جارویس، مساعد وزير الداخلية البريطاني لشؤون الأمن، أن أي شخص يعمل لصالح النظام الإيراني على الأراضي البريطانية دون تسجيل نفسه رسميًا، سيواجه عقوبة السجن.
وأكدت بريطانيا أن "الأفعال العدائية الإيرانية لن تمر دون رد".
انتقاد لعدم تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية
وفي جزء آخر من المقابلة، وصف ديرلاو إيران بأنها "القوة الرئيسية المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط". وقال: "من المدهش أن الحكومات البريطانية المتعاقبة لم تصنف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية".
وأضاف: "بصراحة، لا أفهم لماذا لم نفعل ذلك حتى الآن. الحرس الثوري هو الأداة التي تستخدمها إيران لشنّ ما يسمى بالحروب عن بُعد. وفيلق القدس جزء من الحرس الثوري، وتم توظيفه كأداة أساسية في سياسة إيران لزعزعة الاستقرار والتدخل في شؤون الدول الأخرى".
وأكد ديرلاو أنه على علم بـ"مبررات وزارة الخارجية البريطانية" لعدم حظر الحرس الثوري، لكنه شدد على أنه "كان يجب تصنيفه كمنظمة إرهابية منذ فترة طويلة".
كما انتقد ما وصفه بـ"نهج وزارة الخارجية البريطانية" في التعامل مع إيران، مضيفًا: "إذا شهدنا في أي وقت نهاية للحكم الديني في إيران، فإن الشرق الأوسط سيكون مختلفًا تمامًا، وسيتراجع اعتباره معضلة جيوسياسية وتهديدا أساسيا لإسرائيل".
تصريحات ديرلاو بشأن نفوذ الحرس الثوري في بريطانيا تأتي بعد أشهر من إدانة دانيال عابد خلیفة، الجندي البريطاني السابق، من قبل هيئة المحلفين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بتهمة جمع معلومات حساسة لصالح عناصر مرتبطة بالحرس الثوري.
ووجهت إليه تهم تتعلق بجمع معلومات عسكرية حساسة بين عامي 2019 و2022، ثم السفر إلى تركيا لتسليم ظرف يحتوي على هذه المعلومات إلى جهات مرتبطة بالنظام الإيراني.