وزير خارجية إيران: إجراء محادثات مع ترامب حاليًا مستحيل ووساطة الإمارات خطوة "غير مفهومة"
قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن "إجراء محادثات مع الولايات المتحدة حاليًا أمر مستحيل، ما لم تحدث تغييرات جوهرية"، وذلك في ظل انتظار واشنطن رد طهران على دعوتها للتفاوض بشأن اتفاق نووي جديد.
وفي مقابلة حديثة مع موقع "خبر أونلاین" الإيراني، نُشرت يوم الأحد 23 مارس (آذار)، أرجع عراقجي رفض إيران للتفاوض مع الولايات المتحدة إلى التجارب التاريخية، وليس التعنت.
وقال عراقجي: "الأمر لا يتعلق بالعناد، بل هو مسألة رأي خبراء". وأشار إلى انسحاب إدارة ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) عام 2018 خلال ولايته الأولى باعتباره نكسة كبرى للدبلوماسية.
ودافع عراقجي، الذي كان كبير المفاوضين الإيرانيين في عهد إدارة الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، عن الإطار الأصلي للاتفاق النووي، لكنه أقرّ بأن البرنامج النووي الإيراني شهد تطورًا كبيرًا، منذ بدء تنفيذ الاتفاق.
وأضاف: "الاتفاق النووي بصيغته الحالية لم يعد مناسبًا لنا. وضعنا النووي تطور بشكل كبير، ولا يمكننا العودة إلى الظروف السابقة".
وأوضح وزير الخارجية الإيراني أن الاتفاق النووي (JCPOA) يمكن أن يكون نموذجًا للمفاوضات المستقبلية، مشيرًا إلى معادلة تقديم إيران ضمانات بشأن برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات، لكنه شدد على أن أي اتفاق جديد يجب أن يعكس التغيرات في الظروف الحالية.
وقال: "بعد انهيار الاتفاق النووي، استمرت المفاوضات بشكل غير مباشر عبر وساطة الاتحاد الأوروبي. تفاوضنا مع الأطراف المتبقية، التي نقلت رسائل إلى الولايات المتحدة، واستمر هذا النهج خلال فترة الرئيس السابق، إبراهيم رئيسي، بما في ذلك المحادثات التي تمت بوساطة عُمانية".
وأضاف: "لم نتخلَ عن المفاوضات، فنحن حاليًا في محادثات غير مباشرة مع الدول الأوروبية بشأن البرنامج النووي، ونسعى إلى رفع العقوبات بطريقة مماثلة للاتفاق النووي". وأشار إلى أن "العقوبات بيد الأوروبيين، لذا يتطلب الأمر تواصلهم مع الولايات المتحدة.. استراتيجيتنا الحالية تعتمد على الحوار غير المباشر".
ورغم اعترافه بأن الرسائل والمراسلات قد تكون جزءًا من الجهود الدبلوماسية، فإنه حذّر من إمكانية استخدامها كأدوات للضغط والتهديد.
استخدام الإمارات لإيصال رسالة ترامب.. خطوة غير مفهومة
أعرب عباس عراقجي عن استغرابه من اختيار الولايات المتحدة للإمارات كقناة لإيصال رسالة إلى إيران، مؤكدًا أن هذا التحرك لم يكن له دلالة خاصة. وأوضح أنه على الرغم من استئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران وأبوظبي عام 2022، بعد الأزمة التي أعقبت الهجوم على السفارة السعودية عام 2016، فإن الإمارات لم تكن طرفًا في المفاوضات السابقة بين إيران وأميركا.
وقال: "رسميًا، كانت سويسرا دائمًا القناة المعتمدة بين إيران والولايات المتحدة. جميع الرسائل، من المذكرات إلى الخطابات، كانت تمر عبرها. وأحيانًا تدخلت عُمان للمساعدة. من الغريب أن تختار واشنطن الإمارات لإيصال رسالة ترامب، ولا أرى في ذلك أهمية خاصة، بل مجرد اختيار لطريقة الإرسال".
وفيما يتعلق بالدبلوماسية الإقليمية، تطرق عراقجي إلى زيارته الأخيرة إلى أفغانستان، موضحًا أن إيران لم تعترف بحكومة طالبان، وأن زيارته كانت ضرورية لمناقشة قضايا حيوية بين البلدين.
كما شدد على جهود إيران في مواجهة العقوبات الأميركية، من خلال الدبلوماسية الإقليمية وتعزيز التجارة مع الدول المجاورة، وسط الأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد. وأشار إلى أن إيران تواجه عقوبات لا تقتصر على برنامجها النووي، بل تشمل أيضًا قضايا حقوق الإنسان ودعمها لروسيا في حرب أوكرانيا.
وفيما يخص العلاقات مع روسيا، أكد عراقجي مبدأ "عدم المفاجآت"، مشيرًا إلى وجود تشاور وثيق بين طهران وموسكو حول القضايا الإقليمية.