عراقجي يحذر بغداد من "الفتنة الأميركية".. ويطلع نظيره العراقي على رسالة ترامب

أجرى عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، اتصالًا هاتفيًا مع نظيره العراقي فؤاد حسين، وأطلعه على محتوى الرسالة الأخيرة التي بعث بها دونالد ترامب إلى المرشد على خامنئي.

وقالت وزارة الخارجية العراقية إن هذا الاتصال جرى مساء أمس الاثنين، 24 مارس (آذار)، حيث شرح عراقجي مضمون رسالة ترامب لحسين، وأكد أن طهران سترد على هذه الرسالة.

ووفقًا لما أعلنته وزراة الخارجية العراقية، أعرب حسين خلال المكالمة عن أمله في أن "تساهم تبادل الرسائل في فتح قنوات للحوار بين البلدين".

كما تناولت المحادثات تطورات الأوضاع في غزة واليمن ولبنان، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين بغداد وطهران.

وكان ترامب قد أعلن في 7 مارس (آذار) الجاري أنه بعث برسالة إلى علي خامنئي، عبر فيها عن رغبته في التفاوض بشأن البرنامج النووي الإيراني بدلًا من اللجوء إلى الخيار العسكري.

وذكر موقع "أكسيوس" الإخباري في تقرير نشره في 19 مارس، أن الرسالة حملت نبرة حادة، وحددت مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.

وسبق أن صرح إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أنه لا يوجد قرار في الوقت الحالي بنشر رسالة الرئيس الأميركي في وسائل الإعلام، مؤكدًا أن الرد سيتم تقديمه عبر القنوات المناسبة بعد استكمال دراسته.

رواية مختلفة من طهران

من جانبها أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانًا حول المكالمة الهاتفية بين عراقجي وحسين، لكنها لم تشر إلى رسالة ترامب على الإطلاق.

وجاء في البيان أن عراقجي أعرب خلال المكالمة عن إدانته لـ"الانتهاك الفاضح لاتفاقيات وقف إطلاق النار"، و"استمرار الإبادة الجماعية" في قطاع غزة، و"الاعتداءات المتكررة" على لبنان، مشيرًا إلى "العدوان العسكري الأميركي ضد اليمن".

كما دعا المجتمع الدولي، وخاصة الدول الإسلامية والإقليمية، إلى "التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات".

وأضافت الوزارة أن عراقجي حذر أيضًا من "المخاطر الجسيمة الناجمة عن استغلال الولايات المتحدة للقواعد العسكرية في دول المنطقة وأجوائها لتنفيذ عمليات عدوانية ضد شعوب المنطقة"، داعيًا تلك الدول إلى "اتخاذ التدابير اللازمة لحماية سيادتها الوطنية ومنع استخدام أراضيها وإمكاناتها من قبل القوات الأجنبية لزعزعة استقرار الدول الأخرى".

وتأتي هذه التصريحات في وقت تصاعدت فيه التكهنات مؤخرًا بشأن احتمال شن هجوم عسكري أميركي-إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية.

وفي ظل استمرار الهجمات الأميركية على مواقع الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، أصدر وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغست، في 21 مارس (آذار)، أوامر بإرسال حاملة الطائرات الثانية إلى الشرق الأوسط.

"احذروا الفتنة الأميركية"

وفي بيانها، ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أن عراقجي وصف العقوبات الأميركية على قطاع النفط الإيراني بأنها "غير قانونية"، مضيفًا أن الموقف الأميركي في هذا الشأن "لا أساس له ولا قيمة قانونية".

كما دعا عراقجي "الدول الصديقة والمجاورة" إلى "الحذر من الفتنة والتفرقة التي تسعى الولايات المتحدة لإشعالها".

وكان وزير النفط العراقي، حيان عبد الغني، قد صرح أمس الاثنين، بأن ناقلات النفط الإيرانية تستخدم وثائق عراقية مزورة للتحايل على العقوبات، مشيرًا إلى أن هذه القضية قد أُبلغت بها الولايات المتحدة.

في المقابل، انتقد علي محمد موسوي، نائب وزير النفط الإيراني للشؤون الدولية والتجارية، تصريحات عبد الغني، واصفًا إياها بأنها "حملة دعائية خبيثة تهدف إلى التشويه".

وكان ترامب قد وقع في 5 فبراير (شباط) الماضي على توجيه جديد لاستئناف سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران، بهدف تصفير صادراتها النفطية للضغط عليها من أجل وقف برنامجها النووي.