خشية استهدافها.. الجماعات العراقية المسلحة الموالية لطهران تنقل مقارها ومستودعات أسلحتها
قامت الجماعات المسلحة العراقية التابعة للنظام الإيراني بنقل واسع النطاق وتغييرات كبيرة في مقراتها ومستودعات أسلحتها.
وأكدت مصادر مرتبطة بهذه الجماعات هذا الأمر لوسائل الإعلام، مشيرة إلى أنه مع استئناف الحرب في غزة والهجمات الأخيرة في لبنان، بدأت بعض الأطراف السياسية داخل العراق "خوفًا من هجوم إسرائيلي" بـ"ممارسة الضغط على الجماعات المسلحة القريبة من طهران".
وقال عضو بارز في "تنسيقية المقاومة العراقية" لوسائل الإعلام إن رئيس الوزراء العراقي تواصل مؤخرًا مع قادة هذه الجماعات، وطالبهم بالامتناع عن أي "نشاط عسكري ضد إسرائيل".
وفي وقت سابق، في 23 مارس (آذار)، أفادت مصادر مطلعة في بغداد لـ"إيران إنترناشيونال" أن إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، طلب خلال زيارة إلى العراق من الجماعات المسلحة القريبة من طهران الامتناع عن أي عمل ضد الولايات المتحدة وإسرائيل قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على الأوضاع.
كما نقلت وكالة "رويترز" في 18 مارس (آذار)، عن مصادر مطلعة، أن إيران طلبت من الحوثيين في اليمن تخفيف التوترات.
وفي 15 مارس، حذر دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، في رسالة نُشرت باللغة الفارسية أيضًا، من أن أي هجوم من الحوثيين في اليمن سيُعتبر من الآن فصاعدًا هجومًا بأسلحة وتوجيه من إيران.
وبعد أربعة أيام، كتب في منصته الاجتماعية "تروث سوشال" أنه على الرغم من تقليص الدعم العسكري من إيران للحوثيين، فإن طهران لا تزال ترسل كميات كبيرة من المعدات والإمدادات لهذه الجماعة.
تحذير وزارة الخارجية الأميركية
وحذرت وزارة الخارجية الأميركية الحكومة العراقية من نشاط الجماعات المسلحة المدعومة من إيران.
وقال تومي بروس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في مؤتمر صحافي: "نشاط أي جماعة شبه عسكرية لا تخضع لسيطرة الحكومة العراقية بشكل كامل على حدود العراق غير مقبول".
وأضاف بروس، محذرًا الحكومة العراقية، أن على بغداد ضمان سيطرتها على قيادة وتسليح جميع القوات الأمنية، بما في ذلك الحشد الشعبي.
وقال: "يجب أن تتبع هذه القوات القائد العام للقوات المسلحة العراقية، وليس إيران".
جهود الدمج
وتوصلت القوى السياسية الشيعية في العراق، بعد نقاشات مكثفة بينها وبين قادة الجماعات المسلحة، إلى اتفاق يقضي بـ"إبعاد الحشد الشعبي عن السياسة ودمج جميع الجماعات المسلحة في هذه المؤسسة".
ونشرت "شفق نيوز" مساء الثلاثاء 25 مارس تقريرًا حصريًا جاء فيه: "توصلت قوى الإطار التنسيقي إلى اتفاق مبدئي يقضي بالموافقة على دمج الجماعات المسلحة في الحشد الشعبي، كما أنه لا يحق للجماعات المسلحة مهاجمة المصالح الأميركية في العراق، وعليها وقف العمليات العابرة للحدود".
وأشارت "شفق نيوز" إلى "حساسية الوضع في العراق"، وكتبت: "المرحلة الحالية تتطلب اتخاذ أقصى التدابير لضمان أمن البلاد".
رسالة ترامب للحل
في الوقت نفسه، أفاد معهد دراسات الحرب الأميركي أن رسالة ترامب إلى إيران تضمنت طلب حل قوات الحشد الشعبي في العراق.
وسبق أن كشف عبد الخالق عبد الله، المستشار السابق لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تفاصيل رسالة أرسلها رئيس الولايات المتحدة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، وسُلمت إلى طهران عبر الإمارات.
ووفقًا لهذا الدبلوماسي الإماراتي، فإن "وقف الدعم المالي لحزب الله في لبنان وحل الجماعات المسلحة التابعة للحشد الشعبي في العراق" كان أحد مطالب ترامب من إيران.