ترامب يهدد إيران بـ"عواقب وخيمة" إن لم تتفاوض

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن الهجمات التي شنّتها القوات الأميركية وجّهت ضربة قاسية للحوثيين وأضعفت موقفهم. كما طالب إيران بأن تسارع إلى التفاوض بشأن اتفاق نووي، وإلا فإنها ستواجه عواقب وخيمة.

وفي مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض، الثلاثاء 25 مارس (آذار)، قال ترامب: "الحوثيون يتعرضون لضغط شديد، وأسوأ عناصرهم قد قُتلوا".

وأضاف: "هذه الجماعة ليست ضعيفة أو عديمة الخبرة. إنهم يصنعون الصواريخ بأنفسهم، ويتلقّون الصواريخ من طهران أيضًا. إنهم فرع آخر من إيران، تمامًا مثل الجماعات الأخرى".

وتابع: "هناك حماس، وهناك حزب الله، وهناك الحوثيون. إيران متورطة في كل هذه القضايا. لقد أرسلنا رسالة إلى إيران وقلنا لهم: قريبًا ستضطرون للتفاوض معنا، لأننا لن نسمح لهذا الوضع بالاستمرار".

جدل في واشنطن حول تسريب خطط الهجمات

تأتي تصريحات ترامب في وقت أثار فيه نشر تفاصيل محادثات بين كبار المسؤولين الأميركيين بشأن الضربات العسكرية ضد الحوثيين جدلًا واسعًا في واشنطن. وانتقد معارضو ترامب ذلك بشدة، معتبرين أنه دليل على سوء الإدارة الأمنية في حكومته. كما طالب الديمقراطيون في الكونغرس باستقالة مستشار الأمن القومي ووزير الدفاع الأميركي.

وبعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، شنّ الحوثيون هجمات على السفن التجارية والعسكرية في المياه المحيطة باليمن تضامنًا مع فلسطين. وتُزوّد إيران الحوثيين بطائرات مسيّرة وصواريخ متطورة، مما يعزّز قدراتهم الهجومية.

تحذير ترامب لإيران

وكرر ترامب يوم الثلاثاء دعوته لإيران إلى التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، محذرًا من أن البديل سيكون مواجهة عمل عسكري أميركي.

وأضاف أن أي هجوم ينفّذه الحوثيون سيتم اعتباره هجومًا من قبل إيران نفسها، وسيؤدي إلى رد أميركي قوي.

وقد أُرسل إنذار ترامب إلى طهران في رسالة رسمية إلى المرشد الإيراني علي خامنئي الذي رفضها، مؤكدًا مواقفه السابقة بأن الولايات المتحدة وترامب ليسا جديرين بالثقة.

هل تسعى إيران لامتلاك سلاح نووي؟

لطالما أنكرت إيران سعيها لتطوير سلاح نووي. ومع ذلك، قال مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، يوم الثلاثاء 25 مارس (آذار)، مستندًا إلى التقرير السنوي لوكالات الاستخبارات الأميركية حول التهديدات التي تواجه البلاد، إن واشنطن لا تزال تعتقد أن طهران لم تتخذ قرارًا نهائيًا بشأن تصنيع قنبلة نووية، لكن بعض صناع القرار في النظام الإيراني باتوا يطرحون هذا الخيار بشكل متزايد.

خلافات بين كبار مسؤولي ترامب بشأن إيران

في الأيام الأخيرة، قدّم مسؤولان بارزان في إدارة ترامب مواقف متباينة حول مطالب واشنطن من إيران.

فقد صرّح مايكل والتز، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، يوم الأحد 23 مارس، بأن الولايات المتحدة تطالب بإنهاء كامل للبرنامج النووي الإيراني. وقال: "يجب وقف هذا البرنامج بالكامل. وإلا، فإن إيران ستواجه عواقب خطيرة".

لكن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب لشؤون الشرق الأوسط، تبنّى موقفًا أكثر اعتدالًا يوم الجمعة 21 مارس، قائلًا: "علينا التفاوض. علينا إزالة سوء الفهم. علينا إنشاء نظام مراقبة يضمن ألا يقلق أحد بشأن عسكرة البرنامج النووي الإيراني".

رد الخارجية الأميركية على الخلافات الداخلية

وعند سؤاله من قبل قناة "إيران إنترناشيونال" عن التناقض في هذه التصريحات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن موقف ترامب واضح تمامًا ولا يحتمل أي التباس.

وأضاف: "الرئيس ترامب كرر مرارًا أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي".

كما أكد أن "الرئيس مستعد للتفاوض على اتفاق، لكن إذا لم تكن إيران راغبة في ذلك، فقد اتخذ الرئيس قراره؛ سيتّجه إلى خيارات أخرى ستكون سيئة جدًا بالنسبة لطهران".