استدعت وزارة الخارجية في جمهورية أذربيجان القائم بالأعمال الإيراني في باكو، معربة عن احتجاجها على ما وصفته بـ"التحريض على المشاعر المعادية لأذربيجان في إيران".
وقد جاء استدعاء القائم بالأعمال الإيراني بعد أن قام منشد حكومي في مراسم حضرها ممثل المرشد علي خامنئي، بتوجيه إهانات لرئيسي أذربيجان وتركيا.
ووفقًا لبيان وزارة الخارجية الأذربيجانية الصادر أمس الأربعاء، تم خلال استدعاء جعفر آقايي مريان، القائم بالأعمال الإيراني في باكو، التعبير عن استياء الجانب الأذربيجاني الشديد من التصريحات المهينة ضد جمهورية أذربيجان ورئيسها خلال مراسم أقيمت يوم 28 ديسمبر (كانون الأول) في أردبيل.
يشار إلى أن هذه المراسم أقيمت بعنوان "إحياء ذكرى شهداء معركة جالديران وجبهة المقاومة"، بحضور حسن عاملي، إمام جمعة أردبيل وممثل المرشد الإيراني في محافظة أردبيل، وتم بثها عبر قنوات إذاعية وتلفزيونية إيرانية.
وأبلغت وزارة الخارجية الأذربيجانية القائم بالأعمال الإيراني عن عدم رضا باكو إزاء "التصعيد الملحوظ في المشاعر العدائية العلنية تجاه جمهورية أذربيجان بين الشعب الإيراني".
وأضاف بيان الوزارة أن الدعاية المناهضة لأذربيجان "لا تتماشى مع روح العلاقات الثنائية"، معتبرًا أن "مثل هذه الأفعال تهدف إلى خلق الكراهية والعداء".
وقد أُقيمت هذه المراسم بعد سقوط نظام بشار الأسد، وخلالها صرّح المنشد بأن أحفاد شاه إسماعيل الصفوي من أردبيل سيُقيمون يومًا "راية الإمام المهدي" في باكو والمدن التي كانت جزءًا من الأراضي الإيرانية سابقًا.
تجدر الإشارة إلى أن معركة جالديران كانت بين شاه إسماعيل الصفوي وسلطان سليم الأول العثماني عام 1514 ميلادي، وانتهت بانتصار الإمبراطورية العثمانية على إيران.
وشهدت العلاقات بين إيران وأذربيجان توترات مستمرة في السنوات الأخيرة. وتفاقمت هذه التوترات مؤخرًا بشأن إنشاء ممر بين جمهورية أذربيجان وناختشيفان.
وقبل شهرين، وصف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في تصريح دون الإشارة المباشرة إلى الجهود الروسية الأخيرة لإنشاء ممر "زنجزور"، هذا الأمر بأنه "خط أحمر" و"غير مقبول".
وأشار عراقجي في منشور على حسابه في منصة "إكس"، في إشارة ضمنية إلى التحركات الأذربيجانية لإنشاء ممر زنجزور، قائلاً: "السلام والأمن والاستقرار الإقليمي ليست مجرد أولوية، بل هي واحدة من أعمدة أمننا القومي".
بدوره، عارض المرشد الإيراني علي خامنئي، مرارًا إنشاء هذا الممر.
وقبل ثلاث سنوات، ومع تصاعد التوترات، أجرى الجيش الإيراني مناورات بالقرب من الحدود مع أذربيجان، وصدرت تصريحات شديدة اللهجة من المسؤولين الإيرانيين ضد أذربيجان وعلاقتها مع إسرائيل.