تحليل

بعد تصريحات ماكرون.. تحركات لتشكيل تحالف أوروبي أميركي إسرائيلي ضد طهران

Tuesday, 01/07/2025

في واحدة من أشد تصريحاته ضد النظام الإيراني، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التعاون مع الولايات المتحدة لمواجهة البرامج النووية والصاروخية والسياسات الإقليمية للنظام الإيراني. يعكس هذا الموقف الحاد تغييرات جذرية في نهج أوروبا تجاه طهران.

جاءت تصريحات ماكرون في وقت يواجه فيه النظام الإيراني مزيجًا من الضغوط الدولية والداخلية. وتظهر هذه التصريحات بوضوح أن طهران قد تواجه في المستقبل القريب تحالفًا قويًا يضم الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا.

وأشار ماكرون في كلمته إلى ثلاثة محاور رئيسية تهدد النظام الإيراني: خطر البرنامج النووي الإيراني، وبرنامجه الصاروخي، وتدخله في حرب أوكرانيا.

وقد وصلت سرعة تقدم البرنامج النووي الإيراني إلى حد وصفه بأنه "على وشك نقطة اللاعودة"، مما أثار مخاوف عميقة في أوروبا.

وفي هذا السياق، قدمت فرنسا، إلى جانب ألمانيا والمملكة المتحدة، قرارًا ضد البرنامج النووي الإيراني إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عام 2024.

وقد تمت الموافقة على هذا القرار، الذي أشار إلى عدم تعاون إيران مع الوكالة وتخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد على 60 في المائة كتهديد خطير، بتصويت 19 عضوًا.

كما أن التطور المتزايد للبرنامج الصاروخي الإيراني والتهديد المباشر لأوروبا من قبل قادة الحرس الثوري، خلقا مخاوف أمنية خطيرة للاتحاد الأوروبي.

وفي حرب أوكرانيا، يُنظر إلى إرسال الأسلحة، بما في ذلك الطائرات المسيرة والصواريخ، من قبل إيران إلى روسيا على أنه تهديد مباشر لأمن أوروبا.

ومع تولي الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان منصبه، كان بعض المحللين يأملون في أن تتحرك إيران نحو التفاعل مع النظام الدولي.

لكن تصريحات المرشد علي خامنئي في اليوم الأول من عمل حكومة بزشكيان، والتي أكد فيها أن "التوجه نحو أوروبا ليس أولوية لإيران"، أضعفت هذه الآمال.

وتظهر هذه التصريحات أن خامنئي لم يكن مستعدًا لتغيير نهجه التقليدي، ولا يزال يؤكد على المواجهة مع الغرب.

وأدت تصريحات ماكرون والنهج العدواني لطهران في برامجها النووية والصاروخية إلى تدهور حاد في أجواء التفاوض بين إيران وأوروبا.

ولم تحقق المحادثات الأخيرة بين المسؤولين الإيرانيين والأوروبيين أي نتائج حتى الآن، ويبدو أن هناك القليل من الأمل في نجاح هذه المفاوضات.

ولهذا السبب، فإن أحد التغييرات الأساسية في السياسة الأوروبية هو الرغبة في تعاون أوثق مع دونالد ترامب.

ويحتاج الاتحاد الأوروبي، خاصة إلى دعم ترامب لمواجهة روسيا في حرب أوكرانيا. وقد أدت هذه الحاجة إلى تعزيز التعاون بين أوروبا والولايات المتحدة ضد التهديدات الإيرانية.

ولطالما حاول قادة النظام الإيراني استخدام برامجهم النووية والصاروخية كأدوات مساومة في المفاوضات الدولية. لكن تكرار التهديدات حول صنع قنبلة ذرية وزيادة مدى الصواريخ أدى فقط إلى تفاقم المخاوف العالمية وتأكيد مزاعم الغرب حول الأهداف العسكرية للبرنامج النووي الإيراني.

وعلى عكس الماضي، عندما ظل الاتحاد الأوروبي ملتزمًا بالحفاظ على الاتفاق النووي بعد انسحاب ترامب منه، تغيرت الظروف تمامًا اليوم.

وأصبحت القوى الأوروبية الرئيسية الثلاث، ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، الآن في طليعة مواجهة البرنامج النووي الإيراني.

وأدى النهج العدواني للنظام الإيراني في برامجه النووية والصاروخية وسياساته الإقليمية إلى ابتعاد أوروبا عن سياسة التفاعل والاقتراب من المواجهة.

وتظهر تصريحات ماكرون أن أوروبا لديها أمل ضئيل في تغيير سلوك النظام الإيراني، وقد لجأت إلى التعاون مع الولايات المتحدة لمواجهة تهديداتها.

ويمكن لهذا التطور أن يزيد على الأقل من الضغوط على النظام الإيراني، وعلى مستوى أعلى، أن يزيد من التهديدات الحيوية لوجوده.

مزيد من الأخبار