قامت الأجهزة الأمنية في جمهورية أذربيجان بإحباط مؤامرة لقتل شخصية يهودية بارزة في البلاد مقابل 200 ألف دولار، واعتقلت المشتبه بهما. وتقول الطائفة اليهودية في البلاد وبعض وسائل الإعلام إن إيران هي التي تقف وراء هذه المؤامرة.
وقد أعلنت الأجهزة الأمنية في أذربيجان يوم الثلاثاء، عن اعتقال شخصين كانا يخططان لاغتيال أحد الشخصيات البارزة في المجتمع اليهودي المحلي. وأشارت السلطات في باكو إلى أن المشتبه بهما كانا يعملان "تحت إشراف دولة أجنبية"، لكن لم يتم ذكر اسم الدولة المعنية.
وقالت مصادر في الطائفة اليهودية بأذربيجان لوسائل الإعلام إن هذه الدولة الأجنبية هي إيران.
ووفقًا للبيان الرسمي، سافر عاقل أصلانوف، الذي كان متورطًا في تهريب المخدرات، إلى الخارج حيث التقى بضباط استخبارات من دولة أخرى. وخلال هذا الاجتماع، تم عرض صورة لشخص من "إحدى الطوائف الدينية في أذربيجان" عليه، وعرض 200 ألف دولار مقابل اغتياله.
وبعد عودة أصلانوف إلى باكو ناقش الخطة مع جيهون إسماعيليف، وهو مواطن جورجي، وقام بتنسيق التفاصيل معه. وقبل اعتقالهما من قبل قوات الأمن الأذربيجانية، كان الرجلان قد راقبا هدفهما.
وقال مصدر في الطائفة اليهودية لوسائل الإعلام الأذربيجانية: "نحن على دراية بهذا الموضوع ونعرف من هو الشخص الذي كان مستهدفًا".
جدير بالذكر أن الزعيم اليهودي الذي كان الهدف هو شخصية معروفة تعمل على تعزيز العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان، وغالبًا ما يتم الاقتباس منه في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
تاريخ الأنشطة التخريبية للحرس الثوري الإيراني في أذربيجان
أشار أحد قادة الطائفة اليهودية إلى أن الحرس الثوري الإيراني قام بإنشاء "حزب الله صغير" لتنفيذ أعمال ضد أذربيجان. ونتيجة لذلك، تم تعزيز التدابير الأمنية حول المؤسسات الإسرائيلية واليهودية.
وخلال السنوات الأخيرة، تم إحباط العديد من المؤامرات التي كان يخطط لها عناصر محلية جندتهم إيران لاستهداف مصالح اليهود وإسرائيل في أذربيجان.
وتسعى طهران بنشاط لتجنيد عناصر محلية للهجوم على الأهداف اليهودية والإسرائيلية، وقد حذرت هيئة الأمن القومي الإسرائيلية، يوم الثلاثاء، مواطنيها من محاولات مشابهة، وأوصت بأن يكونوا في حالة استعداد لمواجهة هذه المحاولات.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها إيران بمهاجمة معارضيها أو المواطنين الإسرائيليين أو حتى المسؤولين السياسيين الأجانب في دول أخرى.
ففي وقت سابق، اتهم أولف كريسترسون، رئيس وزراء السويد، طهران بتنفيذ "هجمات هجينة" و"حروب بالوكالة" ضد السويد، وقال إن استكهولم يجب أن تكون مستعدة لمواجهة هذه الأعمال.
وفي خطابه يوم الأحد 14 يناير (كانون الثاني) في اليوم الأول من الاجتماع السنوي في مدينة سالين بشمال السويد، أعلن كريسترسون أن إيران تستخدم عصابات إجرامية منظمة وعنيفة "لشن هجمات خطيرة في الأراضي السويدية".
وفي 7 أبريل (نيسان)، أفادت صحيفة "ديلي ميل" أن الحكومة الإيرانية تستخدم مجموعات إجرامية منظمة للهجوم على أهدافها في أوروبا.
وفي 9 يونيو (حزيران)، وصفت وزارة الخارجية السويدية العلاقة بين الحكومة الإيرانية والشبكات الإجرامية في البلاد بأنها "مقلقة"، وحذرت من أن طهران تستخدم العصابات الإجرامية لتنفيذ الجرائم أو التحريض على ارتكابها.