أشار أستاذ الاقتصاد الإيراني، فرشاد مؤمني، إلى الدور الأساسي للفئة العمرية 15-26 عاما في إمكانية ظهور سلسلة من الحركات الثورية المعروفة باسم "الربيع العربي" في بلاده، محذرا من أن هذه الفئة العمرية تشكل نقطة محورية يجب أن تكون سلطات النظام حذرة في التعامل معها.
واعتبر مؤمني، رئيس معهد الدراسات الدينية والاقتصادية، في حديث لموقع "جماران"، أن الإحصائيات الرسمية لنسبة البطالة في البلاد ليست دقيقة، وقال: "نحن في أسر عناوين غير واقعية".
وأشار مؤمني إلى معدل البطالة الرسمي البالغ 10 بالمائة، وقال إن هذه الإحصائية تهدم الشرعية بدل أن تساندها، لأن كل أسرة فيها العديد من العاطلين عن العمل.
وبحسب مستشار رئيس الوزراء في عهد مير حسين موسوي، فإن الإعلان عن هذه الإحصائيات بهذه الطريقة هو بمثابة "رش الملح على الجرح".
سياقات "الربيع العربي" في إيران
وقال فرشاد مؤمني، عضو هيئة التدريس بجامعة طباطبائي بطهران، مشيرا إلى البحث الشامل الذي أجري حول نشأة الحركات الثورية في الدول العربية من 2010 إلى 2012، إن كل تلك الدراسات كانت لها نتيجة واحدة مشتركة، وهي دور الفئة العمرية من 15 إلى 26 سنة في نشوء "الربيع العربي".
وفي وصف هذه الفئة العمرية بإيران، قال مؤمني إنه لا يوجد أثر لهذه الفئة في نظام البيانات الوطني، فهم لا يعملون ولا يدرسون ولا يتعلمون مهارات؛ أي أنهم في قمة قدرتهم العقلية والبدنية لا يوجد لهم أي أثر في أي نشاط مفيد للمجتمع.
ماذا تقول البيانات الرسمية؟
وسبق أن نشرت قناة "إيران إنترناشيونال" تفاصيل أحدث البيانات الرسمية لمركز الإحصاء في تقرير لها، ورغم أن تقارير مركز الإحصاء الإيراني، كما أشار فرشاد مؤمني، بعيدة كل البعد عن الواقع، إلا أن هذه الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن معدل البطالة للفئة العمرية 15-24 سنة هو 21.2 بالمائة.
وفي جزء آخر من حديثه، أشار مؤمني إلى تقرير نشرته وزارة العمل قبل عامين، وقال إن 70 بالمائة من العاطلين عن العمل من النساء. متسائلا: هل يمكن النظر إلى التطورات الأخيرة في إيران (الاحتجاجات النسوية المطالبة بالحرية وقضية الحجاب) من خلال هذه المعلومة؟.
ويشير تقرير مركز الإحصاء الإيراني إلى أنه في حين بلغ معدل البطالة الإجمالي للفئة العمرية من 15 إلى 24 سنة 21.2 بالمائة العام الماضي، فإن هذا المعدل للنساء في هذه الفئة العمرية بلغ 31.8 بالمائة.